السؤال:
سمعت سؤالا من أحد الأشخاص، السؤال على النحو التالي: هل الله للعبادة
فقط؟ فما رأيكم في مثل هذا السؤال؟ كما أرجو أن تزودوني بآيات أو
أحاديث عن عذاب القبر لأني قد سؤلت عنها من قِبل شخص كنت ادعوه
للصلاة.
الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
سؤال السائل ( هل الله تعالى للعبادة فقط ) سؤال غير مؤدب، ولا يصدر
من قلب يوقر الله تعالى حق توقيره ، والصواب أن يقال إن الإنسان خلق
للعبادة، وأما الله تعالى فهو رب الناس ، ملك الناس، إله الناس،
المستحق للألوهية على خلقه أجمعين ، الخالق قبل أن يخلق الناس ،
البارئ قبل أن يوجد البرية ، رب العالمين ، له الملك لا إله إلا هو ،
الغني عن كل ما سواه ، سواء عبدوه أم لم يعبدوه ، وكل شيء فقير إليه ،
ولا يعبده العباد إلا لمصلحة أنفسهم ، كما قال تعالى {
ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه } وإن عصوه
فلا يضرون إلا أنفسهم كما قال تعالى {
يا
أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم } قال تعالى {
وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم
من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}
وأما عذاب القبر فقد ورد في القرآن في قوله تعالى {
كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم
لترونها عين اليقين } وفي تفسيرها إن رؤية الجحيم الأولى في
القبر والثانية يوم القيامة وقال تعالى {
النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم القيامة
أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } وقد دلت الآية أن آل فرعون
الكفار يعرضون في قبورهم على النار صباحا ومساء ، ويوم القيامة يدخلون
نار جهنم عياذ بالله تعالى
ومما ورد من الأحاديث في عذاب القبر :
"
خرجنا مع رسول الله فذكر مثله إلى أن قال
فرفع لرأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ثم قال
إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل
إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان
الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت
عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى
مغفرة من الله ورضوان قال فتخرج فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء
فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها
في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه
الأرض قال فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملأ من الملائكة إلا
قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي
كان يسمونه بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون
له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى
ينتهي بها إلى السماء السابعة
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين أعيدوه إلى الأرض فإني
منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى فتعاد روحه في جسده
فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك فيقول ربي الله فيقولان ما دينك
فيقول ديني الإسلام فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول
الله فيقولان له وما عملك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقته
فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة
وافتحوا له بابا إلى الجنة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في
قبره مد بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول
أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه
يجيء بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة حتى أرجع إلى
أهلي ومالي
وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل
إليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر
ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي
إلى سخط من الله وغضب قال فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من
الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى
يجعلوها في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا
الروح الخبيث فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها
في الدنيا حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له ثم
قرأ رسول الله لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج
الجمل في سم الخياط
فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه
طرحا ثم قرأ ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي
به الريح في مكان سحيق فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه
فيقولان له من ربك فيقول هاه هاه لا أدري قال فيقولان له ما دينك
فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما الرجل الذي بعث فيكم فيقول هاه
هاه لا أدري فينادي منادي من السماء أن كذب فأفرشوه من النار وافتحوا
له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف
أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول له أبشر
بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء
بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة" رواه
أحمد من حديث البراء بن عازب.
الشيخ حامد بن عبد الله العلي