السلام عليكم ورحمه الله وبركاته*
أخباركم ؟ ان شاء الله تمام ^.^*
اليوم انا جبت موضوع لفت نظرري بشدَّه وهو رااااائع بمعنننىٰ الكلمه ..*
في البدايه الموضوع فيه شوي غموض وبنفس الوقت فيه متعه خيالييه *،،*
راح يجي في آخر القصه استفهام وابغا كل*
شخص يقول تعليقه عن اللي فالأخير وليش *
،، ( رائد ) سوَّا هذا الشيء في نظركم *،،،
عموماً ماراح اقطع عليكم حماسگم**** * *
~~~~•• اترگگم مع القصه ••~~~~*
تفجرت براكين الثقة والفخر داخل أكرم وراحت تقذف الإعجاب والزهو عبر عينيه في نظرة طويلة إلى صورته المنعكسة في المرآة أمامه.
عدل من رابطة عنقه ألقى نظرة أخيرة على بزته ليتأكد من أن ذرة تراب واحدة لم تقترب منها.
اليوم هو اليوم الموعود ويجب أن يكون في كامل تألقه.
ألقى نظرة سريعة على كتب علم النفس والتنمية البشرية الجالسة في مكتبية, كم ساعدته تلك الكتب حتى وصل إلى تلك المرحلة.
اليوم هو موعد الاختبار الأخير وبعدها سيلتحق بالعمل لدى شركة كبرى مجهوله
المصدر اسمها فرانكو فور والعمل لدى فرانكو فور يحمل من المميزات ما يفوق
العمل في أي مكان وما يجعل الكثيرين يتصارعون من اجله .
اختبارات عديدة خاضها . . .اختبارات لمهارته وقدراته الجسدية. . . .
اختبارات ذكاء. . . واختبارات أخرى متنوعة . . . . .سقط خلالها الكثيرين
بينما اجتازها هو كلها ببراعة حتى وصل إلى المرحلة الأخيرة التي ستحسم
اليوم وتضع تاج النجاح على راس قدراته المتميزة , هكذا فكر .
في تلك اللحظة ارتفع صوت أمه العجوز تناديه :
أكرم , تعالى فعلى قد جاء .
اتجه نحو الخارج فوجد على جالس على المنضدة وأمامه كوب من الشاي مازال كما هو لم يمسه, أشاح بوجهه عنه وهو يقول:
هيا يا على فنحن لا نريد أن نتأخر.
ابتسم على وهو يقول :
انتظر قليلا فانا لم اشرب الشاي بعد .
فتح أكرم الباب وخرج وهو يقول في بساطة :
كما تريد , أكمله ثم الحق بي فأنت تعرف المكان .
دلف أكرم وعلى إلى القاعة الفضية في شركة فرانكو فور حيث سيجرى الاختبار الأخير .
كانت القاعة واسعة دائرية الشكل مكيفة ومجهزة بأثاث على أحدث طراز وهناك شاشة عرض كبيرة تواجه المقاعد التي سوف يجلسوا عليها .
ارتفع صوت أنثوي عبر السماعات المثبتة داخل الجدران :
خذوا مقاعدكم من فضلكم , الاختبار سيبدأ بعد دقائق .
جلس الجميع في مقاعدهم , وراح أكرم يفحص المكان حوله بعينين ميكروسكوبيتين
ويفحص الجالسين معه , فلقد علمته قرأته أن أول شي عليه أن بفعله هو احتواء
المكان جيدا , وان تلك أهم خطوة يقوم بها .
ظهر احد العاملين دافعا أمامه عربة تحمل أكواب العصير , وراح يمر على
الجالسين , احتواه أكرم بسرعة ثم اعتدل في مقعده , لقد أتم الخطوة الأولى
بنجاح وألان ليس عليه سوى أن ينتظر .
لحظات ثم ظهر علام علام احد أهم رجال الشركة , والمسئول عن اختيار العناصر
الجديدة الصالحة للعمل , كان علام قصير القامة, وله عينان تشعان مكرا ودهاء
يرمقهم بهما في قسوة وكأنه يفحص قطع أثاث مستعملة ليختار انسبها للشراء,
ويعرج على ساقه اليسرى نتيجة إصابة قديمة .
هذا الرجل قد دخل مصنع الحياة قسم رجال الأمن,حيث تم تنقيته من كل الشوائب
وخرج رجل امن جدا , ارتسمت العبارة داخل راس أكرم وهو يتطلع نحوه بنظرة
تقتر إعجابا .
و إلى جوار علام رجل أخر يرتدى حلة رمادية اللون , ويمزج الثقة والهدوء مقدما إياهم في بسمة على وجهه .
تطلع إليه أكرم وراح التفكير يرسم أثاره على وجهه, انه واثق من انه رآه من
قبل, ولكنه لا يعرف أين ؟ ولا متى ؟ ولكنه واثق من انه رآه من قبل.*
تكلم الرجل ذو الحلة الرمادية:
كما تعلمون فاليوم هو ميعاد الاختبار الأخير, ويجب أن تعلموا أن هذا
الاختبار هو أهم حلقة في السلسلة, فهو الذي سيحدد مصير كل شخص منكم, ولقد
قمت بوضع هذا الاختبار بنفسي، وحرصت كل الحرص على ألا يمر منه سوى الصفوة
فقط.
قالها في هدوء وكأنه يلقى عليهم تحية الصباح, ثم استدار وانصرف خلف علام إلى غرفة مجاورة .
وفى اللحظة التالية ظهر احد العاملين وراح يضع أوراق مقلوبة على المناضد أمام الجالسين وعندما انتهى غادر سريعا.
تكلم علام عبر السماعات :
الآن أريد منكم أن تتابعوا الصور على الشاشة .
تعلقت أعين الجميع بشاشة العرض الكبيرة , ظهرت أولى الصور كانت تمثل نمر
ضخم يسير في احد الشوارع ,وهناك أشخاص يسيرون إلى جواره ومحلات تجارية على
جانبي الشارع .
إظلام ثم ظهرت الصورة الثانية كانت تمثل زهرة عملاقة وخلفها نباتات صغيرة
كثيرة , إظلام ثم ظهرت الصورة الثالثة كانت تمثل العديد من المثلثات
المتداخلة والى جواره شخص حائر ,إظلام ثم الرابعة ,كانت لرجلين احدهما تبدو
الشراسة على وجهه والأخر يبدو هادى جدا .
إظلام ثم الخامسة , كانت تمثل القمر بدرا وفتاة ترتدي ملابس زرقاء تقف تطلع إلى صورة القمر المنعكسة على سطح الماء .
إظلام ثم ظهرت السادسة والأخيرة , كانت تمثل ورقة الإعلانات من احد الجرائد.
- والآن شاهدوا إلى هذا المقطع .
وعلى الشاشة تم عرض فيديو مدته ثلاث دقائق تقريبا ثم عاد صوت علام :
والآن يمكنكم أن تبدأوا .*
قلب الجميع الأوراق أمامهم وراح أكرم يجرى فوق الأسئلة بعينيه سريعا ليأخذ فكرة عامة عن الأسئلة*
كم كان عدد الأكواب على عربة الشراب ؟
كم صورة تم عرضها ؟
كم مثلث في الصورة ؟
في صورة النمر , هل كان المتجر الثالث مفتوح أم مغلق ؟
لا باس لا تبدو عسيرة , الآن عليه أن يقرا بتمهل حتى يستطيع الإجابة فأهم شي هو التركيز .
1- كم كان عدد الأكواب على عربة الشراب ؟
كان المتقدمون ثلاثين شخصا ,لذلك فمن الطبيعي أن الجميع سيكتبون ثلاثين ,
لان احد لم يفكر في عد الأكواب , ولكنه مختلف ,لقد احتوى المكان بأكمله ,
لذلك فهو يعلم , لقد كان على العربة ثلاثة وثلاثون كوبا .
2- كم صورة تم عرضها ؟
ما هذه السخافة , ست لوحات بالتأكيد, ولكن كيف ؟!! لا يمكن أن يكون الأمر بهذه السهولة, لابد من وجود خدعة ما.
التروس تدور داخل عقله, ماذا عن الإظلام بين الصور؟ , ألا يعد ؟, انه يعرف
هذه الألاعيب جيدا, فلو كان الجواب ستة لكان الأمر في غاية السخافة, احد
عشر هو الرقم الصحيح .
تردد ثانية كيف يعد الإظلام صورة , انه فقط للانتقال بين صورة وأخرى , لا
انه يعد . . . حسنا انه عاجز عن اتخاذ قرار .. .لا باس سيبقيه حتى النهاية
وباقي الأسئلة ستحدد ما المطلوب ,فلو وجد تلاعبا لكتب احد عشر أما لو لم
يجد فسيكتب خمسة .
3- كم زهرة ؟
ما هذا السؤال غير الواضح المعالم ؟ ماذا يقصد ؟ هل يقصد كم زهرة تم عرضها؟
, أم ماذا ؟ لو كان يقصد ذلك لكتب , ولكن لماذا تلك الصيغة ؟لماذا لم يكتب
كم زهرة كانت في صورة الأزهار ؟ ولكن ما الفارق ؟ , انه لم ير أية أزهار
سوى التي كانت في الصورة .
لقد كانت الزهرة الكبيرة وخلفها ثلاث زهرات صغيرة وهناك واحدة غير واضحة
وسط النباتات لا يمكن أن تميزها سوى عين تفحص الصورة وتهتم بالتفاصيل
الدقيقة , بل انه لا يعتقد أن أي واحد من الجالسين قد رآها*
إذا هناك خمس زهرات .
انتظر. . . دوت الكلمة في رأسه قبل أن يكتب الإجابة , لقد كان علام يضع
زهرة حمراء صغيرة في جيبه العلوي , هل تعد ؟أم أن هذا من قبيل المصادفة ؟
السؤال يقول كم زهرة ؟هكذا مطلقة وبالفعل هناك واحدة غير واضحة باللوحة
,إذن فهن خمسة ولكن زهرة علام هل هي مصادفة أم امتحان ؟ , انه يتمنى لو لم
يكن رآها ساعتها كان سيكتب وهو مستريح .
الآن لا يستطيع أن يكتب , خمسة أم ستة ؟, مصادفة أم امتحان ؟
انه يعرف هولاء القوم جيدا لا يتركون شي للصدفة , ولكنه عاجز لا يعرف خمسة
أم ستة ؟ .لا باس سيبقيه حتى النهاية وباقي الأسئلة ستحدد ما . . . . . . .
.
4 - كم عدد أرجل النمر ؟
أه . . . أللعنة , لقد كان منشغلا بباق التفاصيل الصغيرة حتى انه لم يتوقف
كثيرا عند النمر , والآن السؤال على عكس ما توقع , يبدو أن هناك سوء حظ
يلازمه اليوم .
ولكنه يعرف , مع لوحة كهذه تتجه أنظار الجميع نحو الشى الغريب ,لذلك فما
الحكمة من سؤال يعرفه الجميع ؟ , هل وضع تحسبا لواحد مثله ؟ والآن هل كان
النمر ذو أربعة أرجل أم ثلاثة أم خمسة ؟
انه لا يعرف , ولكن لا لا يمكن أن يكون هناك تلاعب في سؤال يعرفه الجميع ,
بالتأكيد كان النمر ذو أربعة أرجل , نعم أربعة . . . توقف القلم ولكن ماذا
لو أنهم يعلمون إن الجميع مثله ؟ ساعتها سيكون . . . . .
لا يعلم ؟ , لا باس سيبقيه حتى النهاية وباقي الأسئلة .. . . . .
5- في لوحة النمر , هل كان المتجر الثالث مفتوح أم مغلق ؟
مفتوح , نعم مفتوح , ولكن مهلا لقد كان على كل جانب من الطريق أربع متاجر ,
ولقد كان الثالث على الجانب الأيمن مفتوح وعلى الجانب الأيسر مغلق , ما
هذا الهراء ؟ ,هل الأسئلة مليئة بالأخطاء أم ماذا ؟
شرعت نيران التفكير تأكل خلايا عقله , الآن فهم , المتجر الأول على اليسار
لم يكن متجرا , لقد كان جراج , نعم لقد رأى الصورة أمامه ولكن أفكاره أصبحت
مشتتة .
إذن فقد كان المتجر مفتوحا , يبدو أن الحظ قرر أن يبتسم له أخيرا .
6- كم مثلث في الصورة ؟
أخيرا باقة أمل في وسط هذا الظلام , صحيح أن اللوحة كانت معقدة والمثلثات
متداخلة إلا انه استطاع عدها بسهولة , ثمانيه وثلاثون مثلث , هكذا سيكتب
الجميع , وهو خطا , واحد وأربعون مثلث ,هذا هو الجواب , فلقد كان هناك
ثلاثة مثلثات في الشخص الحائر الواقف جوار المثلثات .
ولكن هناك شي لا يريحه في ذلك السؤال؟ كم مثلث في الصورة ؟ تبدو الصيغة
غريبة أيضا لماذا لم يحدد أي صورة ؟ , ففي صورة الأزهار كانت الأوراق مثلثة
الشكل وكان يوجد تسعة ورقات .
ماذا يكتب ,الأمر يبدو غريبا , بالتأكيد سيجيب الجميع على أنها صورة
المثلثات المعقدة , وهو سؤال صعب بسبب المثلثات المخبئة داخل الشخص الحائر ,
ولكن ما أدراه انه يقصد تلك الصورة ؟
لو كان يقصد صورة الأزهار فهذا الاختبار معقد جدا , أللعنة . . . . يجب أن يحسم أمره .
ابتسم في مرارة مشكلته ليست في الإجابات وإنما في الأسئلة .
لم يجرؤ على رفع رأسه ليرى هل الجميع حيارى مثله أم أنهم يكتبون بلا توقف , فهو بهذا يغامر بطرده من الاختبار .
أللعنة , سيبقيه حتى النهاية . . . . .*
وسيكون أخر سؤال يؤخره .
7 –في صورة القمر , كم عدد أصابع الفتاة ؟
على الأقل هذه يعرفها ,يد الفتاة اليمنى بها ستة أصابع واليسرى بها خمسة
,قدمها اليمنى بها سبعة أصابع واليسرى خمسة , هناك إصبع يبرز من كتفها
الأيمن , إذن يوجد 24 إصبع .
زفر في قوة , أخيرا سؤال ليس به تلاعب .
8- في الدقيقة الثانية وست ثوان من الفيديو كانت إحدى التفاصيل غير منطقية, فما هي ؟
الدقيقة الثانية وست ثوان , ما هذا السؤال المركز ؟!!
استرجع مشاهد الفيديو في رأسه , نعم لقد عرفها .
العربة لم تكن تحوى لوحة أرقام وتمر من أمام كمين الشرطة بدون مشاكل !
9- من اللص ؟ ومن الشرطي ؟
آه , الصورة الرابعة إذن , الهادي والشرس .
المشكلة أن كلاهما يصلح لأي من الشخصيتين , الشرطي قد يكون شرس أو هادى واللص كذلك .
ولكن بالتأكيد هناك إحدى التفاصيل غائبة عنه , لابد من وجود أمر يفرق بينهما .
هل من الممكن أن يكون الأمر متروك هكذا للحدس ؟!! نفض الخاطر عنه بسرعة تبدو بعيدة .
ايهما , ايهما يجب أن يعرف , ولكن لحظة . . . . لماذا افترض أن السؤال يقصدهما مع انه لم يشر إلى ذلك ؟
الفتاة في الملابس الزرقاء تبدو صالحة جدا لان تكون اللص , مع تلك النظرة
في عينيها , تلك النظرة الشبيهة بنظرة القط المتحفز المميزة للصوص , والتي
لا يمكن أن تغيب عن محترف مثله .
نعم إنها الفتاة ولا احد غيرها .
ولكن ماذا عن الشخص الحائر في صورة المثلثات إن ملابسه تشبه ملابس المساجين
بل إن جزء من الرقم المطبوع عليها يبدو ظاهرا للعين الخبيرة .
إذن فهو الشخص الحائر .
لا , إن هذا قريب جدا , ولا يمكن أن يكون السؤال بهذه السهولة , الفتاة مناسبة أكثر , والحائر يبدو واضح أكثر من اللازم .
الهادي والشرس , هناك شي ما في أعماقه ينبئه بان الأمر يتعلق بهما .
حسنا , فليترك البحث عن اللص قليلا , وليبدأ البحث عن الشرطي .
الهادي , أم الشرس , لا يوجد سوى هذين الاحتمالين فقط , طبعا الشرطي في
الفيديو مستبعد لأنه واضح حتى للعميان , كما أن صيغة السؤال توحي بان
الشرطي المطلوب غير واضح .*
عاد يقرا السؤال , إن صيغته توحي بان الاثنان متجاوران وعليه أن يختار بينهما , لا يوجد سوى الصورة الرابعة إذا.
الشرس أم الهادي , حتى نظرة كلا منهما تحتمل الأمران معا , إذا كيف سيعرف ؟ لابد من وجود خيط ما .
اعتصر عقله بشدة , لاشى , انه عاجز عن التفريق بينهما .
10 – ما هو تاريخ الورقة ؟
لا باس ,على الأقل هذا سؤال يعرفه , صحيح أن التاريخ لم يكن واضح , وان الكل انشغل بقراءة الإعلانات إلا انه لاحظه .
مد يده ليكتب , ووقعت عيناه على التاريخ المكتوب على الورقة أمامه , هل من الممكن ؟!!
لم لا , لا تبدو مستبعدة , انه لا يرى سبب واحد لكتابة التاريخ على الورقة سوى هذا .
ولكن كيف؟!! , لقد كان يقصد تاريخ ورقة الإعلانات بالتأكيد ,. . . . . انه حائر , لا يعرف ماذا يكتب .
وتحت ثقل الحيرة والحسرة هبطت عيناه إلى السؤال التالي .
11 – اكتب ستة اسطر*
انه السؤال الأخير , وهو لا يبدو سؤالا .
اكتب ستة اسطر , ما هذا السؤال ؟ هل هم بصدد اختبار إنشاء ؟
الأمر يبدو غريبا إلا في حالة واحدة , أن يكون المطلوب كتابة كلمة ستة اسطر .
نعم انه يعرف هذا النوع من الخدع جيدا , الاختبار يبدو مراوغ منذ البداية , فلماذا يستقيم في النهاية ؟!!
ولكن ماذا لو كان المطلوب هو كتابة ستة اسطر بالفعل , ماذا سيحث ساعتها .
حسنا ليترك هذا السؤال وليبدأ تقييم موقفه .
الاختبار مكون من احد عشرة سؤال , وقد أجاب عن ثلاثة فقط .
والآن أمامه ثمان أسئلة تنظر له في سخرية وتحد , ماذا يكتب .
هل يكتب الإجابات الغريبة أم يكتب الإجابات العادية .
احد عشر أم ستة , مصادفة أم اختبار , ثلاثة أم أربعة أم خمسة , مثلثات أم
أوراق أزهار , ورقة الجريدة أم ورقة الاختبار , ستة اسطر أم ستة اسطر , ولا
ينسى السؤال العاشر , انه كارثة وحده .
تصبب عرقه غزيرا على الرغم من الجو المكيف , آه . . . . انه ليس حائرا. . .انه الحيرة نفسها .
لو كتب الإجابات العادية وأتضح أنها خطا وان المطلوب هو الإجابات الغريبة
فسيصبح واحد من الراسبين ولكن الأمر سيكون طبيعي فهم لا يتوقعون أن يفهم
الكل هذا الأمر .
أما لو كتب الإجابات الغريبة وكان المطلوب هو الإجابات العادية , لأصبح أضحوكة أمام الجميع .
شخص تقول له اكتب ستة اسطر , فيكتب كلمة ستة اسطر , وتقول له مثلثات فيعد
أوراق الأشجار , بالتأكيد سيرويها احدهم لأحفاد أحفاده يوما ما .
انه يتذكر تعبه ومجهوده الشديدين , يرى كل شي يضيع أمام عينيه .
لا يجب أن يستسلم , لابد أن هناك حل ما , لابد . . . لا يمكن أن يكون الأمر بهذا التعقيد .
هذا اللعين ذو الحلة الرمادية , لابد انه يتلذذ بمراقبتهم الآن , لابد انه
يشعر بالسعادة مع التعبيرات المرتسمة على وجههم والتي تدل على انه نجح
تماما في تدميرهم , آه . . .كم يتمنى أن يراه ممزقا أمامه .
ورغما عنه رفع رأسه عن الورقة , كان أول ما صافح عيناه هو الرجل ذو الحلة الرمادية واقف أمامه يتطلع إليه في هدوء واهتمام .
تطلع إليه أكرم باهتمام مماثل , . . . . . . الآن فقط عرف أين رآه من قبل .
في الأسبوع قبل الماضي عندما كان عند عم سيد بائع الكتب , رأى بعض الكتب
الجديدة وكانت كلها تحمل صورته , كانت الكتب تبدو مثيرة ولكنه لم يشتر أي
منها لأنها كانت غالية الثمن .
ولكن قرأ مقدمة إحداها في عجالة , اسمه الدكتور رائد عسران . . . حاصل على
ثلاث شهادات دكتوراه من جامعات عالمية , حاصل على شهادات أخرى كثيرة .
كانت المقدمة تتضمن أيضا كلمات كتبها بعض المشاهير تعبر عن رأيهم فيه ,
كانت الكلمات تتحدث عن عقلية الدكتور رائد الغريبة و عبقرية الرجل التي
فاقت الحدود وتفكيره المختلف , حتى أنهم يطلقون عليه لقب الثعلب .
خفض أكرم بصره نحو الورقة , الثعلب ,إذا لقد صارت الصورة واضحة أمامه , سيكتب الإجابات الغريبة بكل تأكيد .
توقف . . . .انه الثعلب , ماذا لو كان يقصد الإجابات العادية؟!!*
يجب أن يحسم أمره بسرعة فالوقت يمضى ومعظم الناس قد نهضوا بالفعل .
قتل تردده , الإجابات الغريبة بالتأكيد هي المطلوبة , و إلا لكان الأمر بلا معنى .
راح يخط الإجابات الغريبة . . . . . السؤال العاشر , توقف عنده .. . ماذا يكتب ؟
حسم أمره سريعا, انه لم يعد يمثل أي مشكلة , لو كانت إجاباته صحيحة فلن
يضره سؤال خطا ولو كانت إجاباته خاطئة فلن يشكل فارقا ,الهادي هو اللص
والشرس هو الشرطي .
على ساقين من عجين نهض , حاملا الورقة , سار نحو الباب , سار مسافة قصيرة حتى حجرة المسئول , حيث سترسم النهاية .
كانت الغرفة واسعة تحتوى على مكتب ضخم , يجلس خلفه المسئول , وأمام المكتب
مقعدين ومنضدة صغيرة , أشار إليه الرجل بالجلوس , وهو يقول في هدوء :
استرح , يبدو أن الدكتور رائد قد عذبكم بشدة .
همهم أكرم بكلمات غير مفهومة , كان عقله مركز على الأوراق , هل . . ؟
التقط الرجل الورقة ووضعها جانبا دون أن ينظر إليها , وروح أكرم تكاد تغادر جسده من شدة الترقب .
التقط المسئول قلما من على المكتب إلا انه أفلته فسقط أرضا , انحنى المسئول وغاب جسده خلف المكتب ثم نهض , وجلس على مقعده وهو يقول :
هذا القلم اللعين يسقط دائما ولا اعرف لماذا ؟
صمت الرجل وراح يتطلع إلى أكرم وكأنه ينتظر أن يقول شي إلا أن أكرم راح ينظر في ترقب دون كلمة واحدة .
التقط الرجل الورقة وبهدوء شديد ودون أن ينظر إلى المكتوب فيها خط عليها كلمة واحدة .. .
راسب .
انتفض جسد أكرم في ذهول , وهو يصيح :
ولكن كيف ؟!!
أتاه الصوت الهادي و الرجل الأول ينهض من وراء المكتب :
هكذا .
ودون كلمة أخرى نهض أكرم من مكانه , ومطأطأ *الرأس سار إلى الخارج .
لقد عرف الآن لماذا يلقب رائد بالثعلب....