التلفزيون السعودي يغادر "الزمن الجميل" إلى مرحلة "الضرورة"

الإعلام الحكومي يخطو متقدمًا بهيئتين عامتين

عبدالله آل هيضه

اعتبر
أكاديمي في مجال الإعلام السعودي أن قرار السعودية بتحويل الإذاعة
والتلفزيون ووكالة الانباء السعودية الى هيئتين عامتين خطوة ايجابية، بينما
رأى كاتب سعودي آخر أن القرار سيعجل بفصل الثقافة عن الإعلام بهيئة
مستقلة.

إيلاف : خلال أسبوع واحد، كان الإعلام والصحافة في السعودية محور قرارات مجلس الوزراء. فبعد
أن تحفظ بعض الصحافيين في المملكة على قرار المجلس في جلسته خلال الأسبوع
الماضي بـ"قصر الممارسة الصحافية على المعتمدين من هيئة الصحافيين
السعوديين" غير المرضي عليه في أوساطهم، جاء المجلس اليوم حاملاً قرارًا
يقضي بتحويل قطاع الإذاعة والتلفزيون إلى هيئة عامة، وتحويل وكالة الأنباء
السعودية إلى هيئة عامة أخرى بالإسم ذاته، تشرف على الهيئتين وزارة الثقافة
والإعلام.

التلفزيون السعودي يغادر "الزمن الجميل" إلى مرحلة "الضرورة" 844

التلفزيون السعودي يغادر "الزمن الجميل" إلى مرحلة "الضرورة" 844

الوزير خوجة قام بعمليات تطويرية في الإعلام السعودي

الألمعي: الثقافة على مقربة من الاستقلال

الكاتب
السعودي الدكتور محمد الألمعي استبشر خلال حديثه مع "إيلاف" بقرب الفصل
الواجب بين الإعلام والثقافة، مفيدًا أن قراري اليوم الصادرين من مجلس
الوزراء سيبثان التفاؤل في جسد الثقافة بأن تكون لها هيئة مستقلة لا وزارة،
تساهم في حماية الثقافة والفنون في المملكة.

وقال
الكاتب الألمعي إن الهيئة ستعزز عمل الإذاعة الشبه ميتة وفق وصفه، وكذلك
التلفزيون حيث سيسهم في التخفيف من وطأة البيروقراطية عليه ويساير الحركة
الإبداعية التي تشهدها سوق الإعلام على مستوى العالم.
ورأى الألمعي في
حديثه أن التحويل إلى مؤسسة جاء متأخرًا، لكنه ضرورة رسمتها تقنيات التطور،
مبديًا تفاؤله أن القرار الخاص بإنشاء هيئة للإذاعة والتلفزيون سيعيد
المشاهدين إلى الشاشة بعد أن هجروها لأنها ظلت ثابتة مع تغيّر وتطور أفكار
المجتمع وحاجته الى الحوار وخلق بيئات تناقش همومهم بكل حرية.

كاتب: إيجابي بشكله الخارجي ..

رئيس
قسم الاتصال والإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور سعود كاتب
قال في حديث لـ"إيلاف": "إن قرار تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء
السعودية الى هيئة أمر إيجابي بشكله الخارجي".

ووجد
كاتب صعوبة في قدرته على الحكم بنجاح القرارين من فشلهما ما لم يتم تطبيق
بنودهما التي من المفروض مواكبة العصر من خلالها، مبينًا إيمانه بأن وكالة
الأنباء السعودية لا تزال تتلحف بالرداء التقليدي البعيد كل البعد عن
أساليب نشر الأخبار في عصر اليوم الذي تدير دفته مواقع التواصل الاجتماعي
والصحف التي تواكب الحدث لحظة بلحظة.

مشيرًا
إلى أن الكوادر الشابة اليوم التي تتمتع بالحيوية هي الوحيدة القادرة على
ضخ الحياة من جديد في وسائل إعلامية رسمية؛ من "الواجب أن تكون أكثر مرونة
مواكبة مع تحولها من جهة حكومية بحتة إلى هيئة تجعلها تسير بشكلها الصحيح."

وحول
إمكانية الإذاعة والتلفزيون في إعادة هيكلة الإدارة المالية بهدف زيادة
الربح، نفى الأكاديمي سعود كاتب أن يكون هذا الهدف أساسياً أو هامشياً كذلك
ستحرص عليه على اعتبار أنها لا تزال تمثل التفاصيل الحكومية في الرواتب
والمكافآت. معتبرًا أن الهيئة الجديدة، لن تستطيع أن تعالج مثل هذا النوع
من القضايا كونها قضايا داخلية تتعلق بكيفية الإدارة وحل المشاكل الداخلية.

خوجة: الهيئة ستكون دافعًا وحافزًا لعطاء ثري

وزير
الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة قال مثنيًا على القرار
في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن "صدور هذا القرار المبارك بتحويل
وكالة الأنباء السعودية والإذاعة والتلفزيون سيكون دافعاً وحافزاً لعطاء
ثري من تلك القطاعات وسيحقق ما تصبو إليه في خططها وبرامجها، ويواكب حجم
تطلعات مستقبلي ومشتركي ومتابعي تلك القطاعات، وأشار إلى أن الوزارة ستشرع
في تنفيذ القرار بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وقال
مدير وكالة الأنباء السعودية عبدالله الحسين أن قرار تحويل (الوكالة إلى
هيئة عامة سيمنحها المرونة الكاملة لمواجهة متطلبات العمل الإعلامي
المتجدد، وسيكون داعماً قوياً لتطوير العمل الإعلامي الذي تقوم به الوكالة،
مضيفًا أنه سيفتح لها مجالاً واسعاً وفضاءً أرحب لتسجيل نفسها ضمن وكالات
الأنباء الرائدة وسيمنحها الاستقلالية في العديد من الأمور التي ستساعدها
في انطلاقتها.

2005 - 2007

وشهد
العام 2005 صدور قرار مجلس الوزراء السعودي القاضي بتحويل التلفزيون
والاذاعة ووكالة الأنباء السعودية إلى مؤسسات عامة، وتبعه إصدار وزير
الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة قرارًا في العام 2008 يقضي بتشكيل
لجنة لدراسة واستكمال مراجعة مشروع تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة
عامة، إنفاذاً لتوجيهات مجلس الوزراء بتحويل وكالة الأنباء السعودية
والإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة عامة، وهو ما تمخض عنه ذلك اليوم بعد سبعة
أعوام.

» الزمن الحاضِر بالتفصيل