الترويح

موضوع: الترويح الأربعاء يونيو 20, 2012 10:21 am

الترويح كل نشاط يؤديه الناس طواعية، طلبًا للمتعة الشخصية أو الاسترخاء أو
إشباعًا للرغبة الشخصية في أوقات فراغهم عادة. ويحتاج الناس ـ بصفة عامة ـ للمشاركة
في نوع من أنواع الترويح كفترة راحة أو استجمام من نمطية (روتين) العمل أو عناء
الدراسة. ويأخذ الترويح أشكالاً كثيرة مختلفة، ويحدث في مواقع عديدة، تبعًا لاختيار
الفرد.

فهناك بعض أشكال الترويح التي لا تتطلب حركة لممارستها مثل: مشاهدة التلفاز أو
سماع الموسيقى. وهناك أنواع من الترويح تحتاج إلى المشاركة الجماعية، مثل: الغناء
الجماعي أو التمثيل مع جماعة من هواة التمثيل. ويستمتع كثير من الناس بأنواع
الترويح النشطة جدًا، مثل: المشي على التلال أو ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة.

اكتسب الترويح قدرًا متزايدًا من الأهمية في الحياة العصرية، منذ نهاية الحرب
العالمية الثانية عام 1945م، وبخاصة في الدول الصناعية. وقد أدى الارتفاع المتزايد
في الدخل وتحسن ظروف العمل إلى إعطاء العديد من الناس كثيرًا من المال والوقت وسرعة
التنقل للترويح
الترويح Q110

ويعد توفير وسائل الترويح وشغل وقت الفراغ صناعة رائجة في الوقت الحاضر. وينفق
ملايين الناس مبالغ طائلة على الأنشطة الترويحية كل عام، ويعمل كثير من الشركات في
عدد من البلدان لتوفير الوسائل والمعدات لاستخدامها في الترويح التجاري. ومن
الوسائل الشائعة دور السينما وصالات البولنج ومواقع المعسكرات، وأماكن قضاء
الإجازات، بما في ذلك مراكز التسلية المزودة بآلات تعمل ذاتيا بالعملات، وساحات
الملاهي، وميادين الجولف وملاعب الإسكواش وكرة المضرب،وكذلك المتنزهات الرئيسية.
وتوفر المتنزهات الوطنية أصنافا من الأنشطة الترويحية، ابتداء من المشي لتأمل
المناظر الطبيعية، إلى مراكز التراث المحلي المنظمة. وتصنع بعض الشركات سلع الترويح
مثل الأدوات الرياضية، ومستلزمات المعسكرات، كما تصنع الشركات التجارية أنواعًا
مختلفة من المعدات، ابتداء من آلات تقوم بتبريد المرطبات إلى آلات ألعاب التسلية
المزودة بالحاسوب، التي تعمل ذاتيًا بالعملات في مراكز التسلية.

ويجلب الترويح السرور لملايين الناس، كما قد يسهم مساهمة فعالة في صحة الفرد
العقلية والبدنية، فكثيرًا ماتنظم المستشفيات أنشطة ترويحية تحت إشراف مراقبين
مدربين كعلاج للمرضى

الترويح A210

أنواع الترويح. إن النوع الوحيد الأكثر شيوعًا من أنواع
الترويح، هو مشاهدة التلفاز؛ ففي كثير من الدول المتقدمة يقضي الناس ما بين 25
إلى30 ساعة في الأسبوع في مشاهدته. وأدى استخدام أجهزة تسجيل البرامج التلفازية
(الفيديو) إلى زيادة ساعات مشاهدة الناس لها.

وتوفر الهوايات، مثل تزيين الحدائق أو جمع الطوابع أو استخدام الحاسوب في البيت،
الترويح لكثير من الناس. أما أنواع الترويح الأخرى الشائعة، فتتضمن ألعابًا مثل:
الشطرنج، والبريدج. أما أنواع الترويح التي تتم في الهواء الطلق، بخلاف تزيين
الحدائق، فمنها زيارة حدائق الحيوانات أو حدائق الأحياء المائية، والقيام برحلات
قصيرة، وقيادة السيارة للمتعة، والمشي أو الجري الخفيف، ولعب أو مشاهدة الألعاب
الرياضية، ومشاهدة الطيور وإقامة المعسكرات وصيد الأسماك، والحيوانات البرية
بالسلاح، والتزلج على الجليد والإبحار والمشي لتأمل الطبيعة.

كما تتضمن وسائل الترويح الأخرى السباحة والاشتراك في مراكز المحافظة على
اللياقة. ويأخذ كثير من الناس إجازات لقضائها داخل أو خارج البلاد كل عام.

وتوفر الأنشطة الثقافية، مثل حضور الحفلات الموسيقية أو العروض المسرحية أو
زيارة المتاحف وصالات أو معارض الفنون، الترويح لملايين الناس حول العالم. ويجد
كثير من الناس أن قضاء أوقات فراغهم في العمل التطوعي في الأعمال الخيرية وزيارة
السجون أو العمل في المؤسسات الدينية المحلية، أو غيرها وسائل ترويحية لهم.

مجالات الترويح. وفي البلدان العربية تقوم الوزارات
المختصة ومؤسسات رعاية الشباب بتنظيم رحلات كشفية للشباب لقضاء أوقات الفراغ أو
الإجازات الصيفية بعيدًا عن أماكن سكناهم. كما تقوم مؤسسات الثقافة والفنون بعرض
المسرحيات الهادفة على الصالات العامة والصالات المدرسية. ويقوم بعض الأفراد
بممارسة صيد الأسماك والطيور في الأماكن المسموح بها. توفر المؤسسات التجارية
الخاصة ومنظمات الخدمات والوكالات الحكومية، فرصًا ووسائل للترويح؛ فتُهيِّء بعض
الشركات ميادين الألعاب الرياضية وأحواض السباحة، ووسائل ترويحية أخرى لموظفيها.
كما توفر أندية الشباب ومنظمات الكشافة والرواد والجماعات الدينية فرصًا ترويحية في
المجتمع المحلي.

تقوم الحكومات المركزية في كثير من البلدان بدعم المتاحف والحدائق العامة
والمؤسسات المشابهة. ولدى معظم سلطات الحكومات المحلية إدارة لرعاية وسائل الترويح
أو الحدائق العامة وللمحافظة على خدماتها. وتحصل مثل هذه الإدارات على ميزانياتها
من الضرائب، ومن خلال الرسوم أو الاشتراكات.

ولقد أوكلت السلطات المحلية في بعض البلدان مهمة الإشراف على الخدمات الترويحية
فيها إلى شركات تجارية خاصة. وتوفر معظم القواعد العسكرية الوسائل الترويحية لأفراد
القوات المسلحة وعائلاتهم.