الامل الساطع
المدير العام
الساعه الان : عدد المساهمات : 956 نقاط : 7514 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/04/2012 العمر : 29 احترام قوانين المنتدى : دولتي : :
| موضوع: الجنة والنار ... في حلم عزيز الإثنين يونيو 25, 2012 10:20 am | |
|
الجنة والنار ... في حلم عزيز |
القذافي مع هتلر وموسوليني مصيرهم في الجحيم وأحمد عـز يخــــــــــــــــرج من أدوار الفتي الوسيم المطارد لمنطقة أكثر براحاً!
مازالت السينما قادرة علي المقاومة، وجذب جمهور غفير رغم أنف امتحانات الثانوية العامة، وحمي انتخابات الإعادة، واللجنة التأسيسية! منذ أسبوعين بدأ عرض فيلم »المصلحة« بطولة أحمد السقا وأحمد عز، وقد حقق الفيلم رغم ذلك إيرادات يراها السينمائيون مرضية ومعقولة وفوق توقعاتهم، وهو ما شجع شركات التوزيع، علي طرح فيلم آخر من بطولة أحمد عز بمفرده، وهو أمر يضرب كل الأفكار التسويقية البالية، السخيفة في مقتل، فقد عشنا سنوات طويلة تحت زعم أن السوق لايحتمل إلا فيلما واحدا للنجم، ولو طرح له فيلمان فإن أحدهما سوف يأكل الآخر،
أو أن أسهم هذا النجم سوف تنخفض في سوق شباك التذاكر، رغم أن نجوما بحجم براد بيت ونيكول كيدمان يمكن أن يقدما في الموسم الواحد فيلمين أو أكثر، دون أن ينال ذلك من قيمتهما، ولكنها فكرة خادعة روجوها وصدقوها حتي جاءهم البرهان علي عدم صحتها! والدليل فيلم "حلم عزيز" الذي يتزامن عرضه مع المصلحة والإثنان من بطولة، أحمد عز، والفيلم الأخير الذي شاهدته منذ يومين فقط، كانت مقاعد الصالة شبه ممتلئة، ونسبة الإشغال كبيرة، لدرجة لافتة، وإن كان من الملاحظ وجود عدد لابأس به من عرب الخليج، والنساء فوق الأربعين، حاتسألني اشمعني يعني، حا أقولك معرفش! يبدو أن جمهور أحمد عز من هذه الفئة العمرية وربما تكون مجرد صدفة، الله أعلم!
المهم أن أحمد عز، تخلص من بعض عيوبه في فيلميه الأخيرين، المصلحة وحلم عزيز، وأبرزها ميله لأن يلعب دور المطارد، يعني تضعه أحداث الفيلم في مأزق أو محنة، تجعله يجري والناس تجري خلفه، وقد فعلها في »الشبح« ونفعت وظل يكررها حتي في المسلسل الذي لعب بطولته وهو الأدهم، ويبدو أيضا أنه أفاق علي أن الموضوعات السينمائية كثيرة ومتنوعة، وعليه أن يفكر في أنماط أخري من الأدوار يمكن أن تبرز مقدرته علي التمثيل، لأن استسلامه لفكرة أنه ممثل حليوة أصبحت شديدة السخافة وسوف تخنقه وتؤدي به إلي النهاية، وهو الأمر الذي أدي إلي سقوط فيلمه »٥٦٣ سعادة«، فالنجم لايقاس نجاحه بدرجة وسامته، وإن كان علي الوسامة فالجمهور وخاصة النساء لديه مناعة من كثرة مشاهدة المسلسلات التركي، ونجومها الذين يتمتعون بوسامة ولياقة تفوق ما يتمتع بهم نجومنا مجتمعين، وهنا يصبح الخيار أن يعتمد الممثل المصري علي قدرته التمثيلية وذكائه في اختيار أدوار ودرجة قبوله لدي المشاهد! المهم أن أحمد عز قرر أن يغير من نمط أدواره، وأن يلعب في مناطق أخري لم يجربها، وأعتقد أنه ممكن أن يحقق في ذلك نجاحا وتفردا، لو صدق عزمه وحط عقله في رأسه!
فيلم »حلم عزيز« يمكن أن تتوقف أمامه طويلا، فهو مختلف بدرجة واضحة، والأوضح أن هذا الاختلاف في صالحه وليس ضده، علي الأقل لقد اقتحم منطقة مغايرة لم تعرفها السينما المصرية كثيرا، سيناريو الفيلم لنادر صلاح الدين، والإخراج لعمرو عرفة، الذي تعامل هنا مع حرفية الكمبيوتر جرافيك، بشكل أوسع وأكثر تعقيدا لم تعرفه السينما المصرية إلا في أضيق الحدود، رغم أن السينما العالمية تتعامل منذ فترة طويلة، مع المؤثرات البصرية بشكل مدهش أتاح لها التنقل بين نوعيات مختلفة من الموضوعات سواء تلك التي تدور في الفضاء الخارجي، أو لتناول قصص خيالية، أو لتقديم معارك ضخمة شديدة الإبهار، وبالنسبة لحلم عزيز، فنستطيع أن نقول أنه تجرأ علي طرح موضوع ربما يكون شائكا في هذا التوقيت بشكل خاص، وهو طرح تصور سينمائي للجنة والنار، أراك وقد أصابتك الدهشة وفغرت فاهك علي آخره، نعم الفيلم يقدم تصورا عن الحياة في الجحيم، والحياة علي أبواب الجنة! في البداية تبدو القصة أو حكاية الفيلم تسير بطريقة تقليدية، زوج شاب وثري، ودونجوان هو عزيز أو أحمد عز، يعيش حياة لاهية ولايعبأ مطلقا بمن حوله، يتعامل مع عمال وموظفي شركاته بعنجهية، ويأكل حقوقهم المادية، يثورون عليه فيستخدم قبضته الفولاذية لإجهاض تمردهم، ويسعي لطرد عدد منهم، ليكونوا عبرة لغيرهم، ويأتيه في منامه شبح والده، يطلب منه أن يصعد معه سلما يؤدي به إلي باب الجنة حسب زعم شبح الوالد "شريف منير" في الحلم، ويستيقظ عزيز يصاحبه بعض القلق، ويزداد قلقه عندما يخبره أحد أصدقائه بأن رؤية الميت في الحلم قد تكون مؤشرا بأن حياته أصبحت علي وشك الانتهاء، وخاصة إن كان هذا الميت يريد أن يصطحبه إلي مكان ما، ويتكرر الحلم ويتحول إلي كوابيس وخاصة أن والده يصر في كل مرة أن يصطحبه معه! ويضطر عزيز أن يذهب لأحد الشيوخ يسأله عن حقيقة الأحلام، وهل يمكن ان تتحقق، وينتهي الأمر بأن عزيز يقتنع أن أيامه في الحياة أصبحت معدودة وأن ما تبقي له فيها لايزيد عن أيام تقل عن الثلاثين، ويتبدل حال عزيز وخاصة أنه رأي في منامه ما ينتظره من عذاب السعير، فهو لم يفعل في حياته شيئا يستحق عليه دخول الجنة، ويلتقي في حلمه ببعض الشخصيات المعروفة التي يكاد يكون مصيرها معروفا، ومش ممكن تورد علي جنة، مثل هتلر، وموسوليني، موشي ديان وجولدا مائير، والقذافي!! وخوفا من أن يكون مصيره مثل هؤلاء يفكر عزيز في تعويض من أساء إليهم، لعلهم يسامحونه علي ما اقترفه في حقهم، ويبدأ في البحث عن أحد خصومه "صلاح عبد الله" وهو تاجر تسبب عزيز في خراب بيته، وإفلاسه بعد أن قام بحرق مخازن بضاعته، وبعد أن يعوضه عزيز برقم يصل إلي عدة ملايين، يقبلها الرجل مقابل أن يقول له لقد سامحتك، يبدأ في البحث عن الشخص الثاني الذي تسبب في أن يصل إلي الجنون بعد أن ورطه في شحنة من بضاعة يصعب تصريفها، وهي ببرونات للأطفال!! أما الشخص الثالث الذي يطلب منه عزيز أن يسامحه فهي خطيبته السابقة "حورية فرغلي" التي تخلي عنها، في يوم فرحها، وعندما تقترب الأيام من نهايتها أو ما يعتقد أنه النهاية يسعي عزيز لعمل الخير ويحسن إلي عمال وموظفي شركاته، ويجزل لهم العطاء، وقبل هذا وذاك يترك حياة الفجور ويقرر أن يكون مخلصا لزوجته، ويتحول الخصوم إلي أصدقاء وتتحول لعناتهم إلي دعوات لعزيز أن يطول عمره وينعم بالصحة وراحة البال! ساعتها فقط تختفي الكوابيس ويعود لعزيز راحة باله وينعم بنوم هادئ، بعد أن أراح ضميره!
يمكن براحة ضمير أن نقول إن أحمد عز أدي الدور بشكل جيد، بمختلف أبعاده ولولا بعض المبالغات والصراخ والعصبية الزائدة في بعض المشاهد لكان من الممكن أن يكون في حال أفضل كثيرا عما بدا به، أما محمد عادل إمام الذي قدم شخصية زوج شقيقة عزيز الشاب عديم التجارب بطريقة كوميدية ليس بها مبالغات، أو محاولات للاستظراف، ولعب شريف منير دور شبح الأب المتوفي بطريقة مبتكرة، وطريفة، أما مي كساب فقد خرجت من إطار الفتاة الشعبية »البيئة« لتقدم دور سكرتيرة عزيز، التي توافقه في مخططاته الشريرة، وتسعي لإرضائه بكل الطرق، أما الوجوه الجديدة التي أدت أدوار زوجة عزيز أو شقيقته فالأولي ييجي منها، والثانية صعب أن تشاهدها مرة أخري! أما المخرج عمرو عرفة فقد قدم فيلما كوميديا له طبيعة مختلفة وسخر كل أدواته كي تصل رسالته بلا حذلقة وفذلكة، ولكن بقدر كبير من المتعة البصرية المريحة والمناسبة لموضوع الفيلم!
|
| |
|