الامل الساطع
المدير العام
الساعه الان : عدد المساهمات : 956 نقاط : 7513 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 23/04/2012 العمر : 29 احترام قوانين المنتدى : دولتي : :
| موضوع: المشروع الحضري و التنمية المستدامة الخميس مايو 17, 2012 5:18 am | |
| هي نظرية في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية تجعل الإنسان منطلقها و غايتها . الشرط الأساسي لتحقيقها هو الطاقات المادية . هدفها ليس فقط الزيادة في الإنتاج و إنما تمكين الإنسان من العيش في حياة أفضل و أطول. و حاجات الإنسان ليست كلها مادية بل كذلك معنوية و اجتماعية نجملها في: التعليم و الثقافة و توفر فرص لممارسة النشاطات الخلاقة و حق المشاركة في تقرير الشؤون العامة و حق التعبير و الحفاظ على البيئة لأجيال لاحقة. وتقوم على أربعة عناصر أساسية هي : - الإنتاجية ( قدرة الإنسان على الإنتاج ) - المساواة ( تكافؤ الفرص دون تمييز ) - الاستدامة ( عدم إلحاق الضرر بالأجيال اللاحقة ) - التمكين ( التنمية تتم بالناس و ليس من أجلهم فقط أي: الناس فاعلون ) هكذا تعزز التنمية قدرة الإنسان على تحقيق ذاته فيصبح هدفا و وسيلة في آن واحد ، انتقلت في الستينات من القرن العشرين إلى حقل السياسة لتهتم بتوجيه البلدان نحو الديمقراطية لمسايرة الدول الصناعية ، و زادت تطورا لتشمل حقل المعرفة و الرفع من مستوى الثقافة فظهرت تنمية اجتماعية و بشرية لدعم قدرات الفرد من أجل تحسين أوضاعه في المجتمع و قياس مستوى معيشته . و قد قال يوسف الخال: ” صيرورة الأشياء بمقام كينونتها ” أي أن الإنسان سيد الطبيعة هوالذي له الحق في تغييرها لصالحه ، و الكينونة هنا أصل ، أما الصيرورة فحالة لاحقة للكينونة. و يقول الله تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقنا منها و حملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا.” فالآية الكريمة تصرح أن الإنسان أصبح سيد الطبيعة بعدما رفضت باقي المخلوقات ذلك ، و من وجهة نظر ثانية هناك من يقول ” ليس في الإمكان أبدع مما كــان ” فهذا قول إنسان متزمت جامد لا يقبل التغيير و السيادة و هو مناقض بطبيعة الحال للآية السابقة . و ما يهمنا هنا أن نقول إن الحياة يحدث فيها تغير مستمر تتبدل فيه نظرتنا إلى الأشياء ، و بما أننا نملك السيادة بالفطرة نتحرك نحو البحث عن طرق جديدة للتعبير عن هذا التغير . فأي تغيير ننشده في المنظومة التربوية و ماذا نغير و كيف نغير و متى نقر أنه هناك تنمية مستدامة في وسطنا التعليمي قائمة بمقوماتها الأربعة ( الإنتاجية و المساواة و الاستدامة و التمكين ). ألا نقول لنغير سلوكاتنا التربوية أولا و قبل كل
شيء . ؟ الجزء الأول:
مشروع التأهيل الحضري لوجدة، مشروع مدينة: اختلالات المدينة ومكونات المشروع وأهدافه
بداية أود أن أشكركم على إعطائي الفرصة عبر جريدتكم لأتكلم أكثر عن المشروع الحضري الكبير لمدينة وجدة، وهي فرصة أعتبرها مهمة لأننا لانتواصل كثيرا مع المواطنين بهذه المدينة العزيزة، وهذا العجز في التواصل هو الذي يفرز في بعض الأحيان بعض التأويلات تتعلق ببعض المشاريع أو بعض الأوراش التي يشاهدها المواطن على صعيد المدينة. وعليه، أريد أن أذكر أن المشروع الكبير لتأهيل مدينة وجدة يدخل ضمن المشاريع الكبرى التي تعرفها الجهة الشرقية والتي كانت انطلاقتها مع التحول التاريخي الذي أسسه الخطاب الملكي يوم 18 مارس 2003 لأنه لايمكن أن نخلق قطبا اقتصاديا بالجهة الشرقية دون أن تكون لهذا المشروع الكبير قاطرة: وهي وجدة عاصمة الجهة الشرقية، وبذلك كان لابد أن تعيش المدينة دينامية جديدة لتصبح فعلا قاطرة لهذا التحول الكبير الذي تعرفه الجهة الشرقية. يلاحظ المواطنون أن العشرات من المشاريع فتحت بوجدة، وبطبيعة الحال يرون أنها إجابة على بعض الاختلالات العميقة التي يعرفها النسيج الحضري لمدينة وجدة والوظائف التي تقوم بها العاصمة الشرقية بالإضافة إلى الاختلالات المجالية والعمرانية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فالمشروع الحضري يتضمن أجوبة لبعض هذه الاختلالات التي كان من الصعب في بعض السنوات القلائل أن يعتقد الإنسان بإيجاد مشروع يكون أجوبة لكل الاختلالات التي تعرفها المدينة ويعاني منها المواطنون. وهذه الاختلالات كلها جاءت نتيجة تراكمات تاريخية يتطلب تصحيحها سنوات، لذلك أقول أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة يدخل في إطار مشروع أشمل وأجمع وأكبر: وهو مشروع تأهيل المنطقة ككل. وعندما نتحدث عن تأهيل مدينة وجدة فنحن نعني إعطاءها شروطا لتحسين وتقوية قدراتها لتصبح قاطرة تجر القطب الاقتصادي الجديد، ونعني كذلك أجوبة لتصحيح بعض الاختلالات المجالية والاجتماعية والاقتصادية. وماأريد أن أبرزه لأول مرة وأنا أتحدث إلى رجل إعلام، هو أنني في قراءتي لبعض الصحف ألمس أن الناس لم تفهم جيدا مايقع بمدينة وجدة، وربما لم تصل الرسالة بالشكل المطلوب، ولذلك أريد أن أصحح: أن مشروع التأهيل الحضري لوجدة ليس مجموعة من المشاريع المتقطعة وغير المندمجة، أو هو فقط مشروع للتصحيح المجالي. ماأريد أن يفهمه الرأي العام هو أن مشروع وجدة هو مشروع مدينة. ما معناه؟ في منظورنا للمدينة، نبحث عن مواطن القوة، ومكامن الضعف فيها، ونسأل عن وظائفها داخل القطب الجهوي، وفي فضائنا الوطني، والصعيد الجهوي والدولي، كما نحدد دورها السياسي، والوظيفي، والاقتصادي، والمجالي، والحضري.... بناء على هذا التشخيص الذي قمنا به، فإن وجدة لاتحدد موقع المدينة. في بداية تجربتي، وأثناء التفكير المعمق حول تاريخ وحاضر ومستقبل مدينة وجدة، وقفت على قناعة مفادها أن أول ما يبدو للمرء، لما يقوم بهذه القراءة لمدينة وجدة إلى نهاية 2005، بأن وجدة زاغت عن دورها وعن واقعها وعن تاريخها باعتبارها مدينة تاريخية ومن المدن الفريدة في المغرب التي تفوق 1000 سنة، لديها ثقل تاريخي حضاري ثقافي عميق، وهي قوة بالنسبة لوجدة التي أعتبرها من المدن الفريدة المتوفرة على موقع جيوستراتيجي قوي: مطلة على البحر الأبيض المتوسط، في عمق المغرب العربي من الجهة الأخرى، مطلة على جنوب الصحراء، لها موقع متميز داخل الوطن، وهي مكونات تعزز قوتها التي كان من الممكن أن تجعل مدينة وجدة تحتل مكانة أكبر وأفيد وأهم مما هي عليه. وجدة لها حجم ديمغرافي، وتحتل موقعا جهويا يشكل إحدى مواطن قوتها، لكن كما يلاحظ المواطنون عرفت المدينة تراجعا في مكانتها داخل الحاضرة الوطنية والجهوية، وعليه فإن المنطق يفرض تصحيحا لهذا الوضعمن خلال مشروع التأهيل الحضري. *مشروع سياسي: مدينة وجدة أريد لها أن تحتل مكانة قوية في نسيج المدن المغربية، كما قلت، بحكم تاريخها وموقعها الجغرافي، ويمكن أن تكون من بين القاطرات الهامة وطنيا وجهويا، لذلك كان لابد أن نحضر لمستقبل مدينة وجدة من خلال هذا المشروع. بمعنى آخر مدينة وجدة مؤهلة لأن تكون بابا من الأبواب المهمة المفتوحة على البحر الابيض المتوسط. وهذا الدور نعطيه فقط لطنجة أو تطوان مع العلم أن وجدة هي كذلك تمتاز باحتلالها لمركز من المراكز الأساسية في حوض الأبيض المتوسط.
وما أستغرب له شخصيا لما أفاتح عددا من الشخصيات الوطنية حول هذا الوجه المتوسطي لمدينة وجدة هو أن كثيرا منهم يستغربون لهذا الطرح، لأنهم يجهلون أن مدينة وجدة مطلة على البحر الأبيض المتوسط ومن الممكن أن تلعب فيه دورا قويا في المستقبل. من جهة أخرى لابد أن نعيد لمدينة وجدة دورها في المغرب العربي طال الزمن أو قصر. المغرب العربي كيان للشعوب و الحكومات لابد أن يبنى ويتقوى ويكبر ويكون كيانا عظيما في العلاقات المحلية والجهوية والدولية، كما يجب علينا أن نتهيأ ونحضر وجدة لتحتل موقعها المتميز الذي يتماشى مع جغرافيتها، ولايعقل ألا تكون لها مكانة قوية في مؤسسات المغرب العربي. إذا على كل واحد يفكر في مستقبل وجدة في 15 سنة القادمة أن يضعها في هذا المركز المتميز كقطب مؤسساتي قوي في نسيج المغرب العربي المستقبلي. وهذا تصور سياسي لما يضع الإنسان وجدة في هذا السياق الصحيح، الباقي يتبع.
*مشروع اقتصادي: الحمد لله بحكم ما خططه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للجهة الشرقية من مشاريع هيكلية عظيمة من قبيل: الطريق السيار أو المطارات أو الموانئ أو خط السكة الحديدية أو المشاريع السياحية الكبرى إلى غير ذلك، فالجهة الشرقية ستصبح قطبا من كبريات الأقطاب الاقتصادية الوطنية. والجهة الشرقية لديها طاقات ومؤهلات وتتوفر على شروط للإقلاع لكونها خزانا للكفاءات وخزانا للطاقات الطبيعية والاقتصادية.
وطبعا لايمكن أن تبني أي قطب في العالم إذا لم يكن لديك قطبا حضريا متميزا، كما لايمكن جلب استثمار داخلي أو خارجي إذا لم تتوفر جهتك على شرط أساسي من شروط التنافسية كثمن الطاقة والعقار: وهو إطار العيش. وبالتالي فهدفنا هو بناء عاصمة بكل مواصفات المدينة التي توفر كل ظروف العيش المتميز حتى يمكن أن تكون لها طاقة اقتصادية حداثية لجلب الكفاءات والمستثمرين والمقاولات إلى غير ذلك. هذا المشروع الاقتصادي يعني، من بين مايعنيه، أنك تغير الوضع الاقتصادي للمدينة، وليس فقط تأهيل المجال، بمعنى تأهيل الاقتصاد وتحسين ظروف الاستثمار ومحيط الاستثمار في المدينة وتحسن المؤشرات الاقتصادية. ولاشك أن الكل يلاحظ أنه في السنتين الأخيرتين تغيرت رأسا على عقب كل المؤشرات الاقتصادية لمدينة وجدة التي كانت قبل 3 سنوات في مستويات أقل بكثير من المعدلات الوطنية. *مشروع حضري وحضاري: تطور مدينة وجدة عبر التاريخ لم يكن تطورا عاديا مما جعلها تعرف اختلالات في نسيجها الحضري بحكم الظروف التاريخية التي عرفتها وجدة المتمثلة في انقطاعات ديمغرافية عنيفة حتى في جسم المدينة، وعرفت في بعض الحالات توافد الآلاف من السكان فحصل تقهقر كان وراء الاختلالات الكبيرة في النسيج الحضري. عرفت وجدة حمولة تاريخية بالمدينة العتيقة، وحضرت بعدها المدينة الاستعمارية الجديدة بكل أنماطها، وتلاها ما تم بناؤه بعد الاستقلال الذي كان، مع الأسف، تحت الضغط وبطرق أساءت كثيرا للمجال ولمنطق التعمير ولقواعد ومبادئ البناء، وبالتالي حصل تشوه في بعض ملامح مدينة وجدة. والزائر لمدينة يلاحظ وجود عجز في تدبير المجال، و طرق البناء، ومستوى الهندسة وفي التجهيزات، والمرافق. حقيقة عرفت المدينة نوعا من التقهقر بالمقارنة مع ماكانت عليه 40 أو 50 سنة كما يؤكده سكان مدينة وجدة الذين كانوا يتعزون ويفتخرون بجماليتها وأناقتها وأشجارها ومياهها وبناياتها... لقد وقع انخفاض كبير في مجال التعمير والهندسة والبناء....
وعليه، كان لابد من مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة التي أؤكد أنها من المدن الأولى التي حظيت بأكبر مشروع للتأهيل الحضري في المغرب والتي ترأس جلالة الملك نصره الله بنفسه توقيع الاتفاقية لإنجازه بغلاف مالي قدره مليار ونصف مليار درهم. هو مشروع شامل جامع يهم التعمير وتهيئة المجال وتحسين الإطار الهندسي، والتجهيزات الأساسية، والتطهير، والكهرباء، والإنارة العمومية، والبنية الثقافية والرياضية والاجتماعية...
هذا مشروع شامل متكامل هدفه تمكين وجدة من استرجاع مجدها بشوارع أنيقة، وهندسة حديثة، وبنايات فخمة، وبجمالية في الأزقة والساحات والحدائق، بمساحات خضراء، بإنارة عمومية في مستوى راق.. إلى غير ذلك لتظهر وجدة في أحسن حللها، ولذلك فهو مشروع حضاري، كما قلت سابقا، لأن وجدة تتميز بحمولة حضارية قوية تتجلى في فنونها وطبخها ومسرحها وموسيقاها وأدابها وإبداعاتها المتنوعة ونمط عيش سكانها.. وهي مميزات ومواصفات وخاصيات لايمكن لمشروع التاهيل الحضري ألا يبرزها ولايكشف عن هذه الحمولة الحضارية لإغناء الهوية المغربية بها في الوقت الذي نرى فيه، مع الأسف، أن هذا الوهج بدأ يخبو إشعاعه، بحيث لاحظنا أن هذه الخاصيات الثقافية والحضارية التراثية لمدينة وجدة، على عكس عدد من المدن المغربية، عرفت تقهقرا في غياب أماكن العروض والاشتغال ، وتشجيع الطاقات للشباب وغير الشباب سواء فيما يتعلق بالمسرح أو الموسيقى أو التعبير الجسدي أو الفنون الشعبية أو الصناعة التقليدية...
كما لاحظنا انخفاضا في الأنشطة الشيء الذي جعل مدينة وجدة لاتحتل ذلك الموقع المتميز الذي تستحقه. لذلك أردنا عبر هذا المشروع النهوض بالجانب الثقافي والفني والرياضي وإعطائه الحيز المهم من المشاريع سواء من خلال قاعات العروض أو المتاحف أو المعاهد الموسيقية أو فنون التعبير الجسدي أو المسرح، سنبني إن شاء الله مسرحا يليق بطاقات المدينة، هذه الأماكن هي التي ستبرز الطاقات وتغني هذا التراث وتجعل هذه الحمولة باقية ومستدامة.
كذلك الشأن بالنسبة للرياضة. مدينة وجدة كانت معروفة عبر التاريخ بأبطالها وبحضورها القوي في الفرق الوطنية في جميع الرياضات: كرة القدم، ألعاب القوى، الكرة المستطيلة، كرة اليد... اليوم نلاحظ مع الأسف (باستثناء كرة القدم الوجدية التي تعيش لحظات حرجة) أن بريق كل هذه الرياضات يتلاشى رغم جهود بعض الطاقات المحلية. لماذا؟ من السهل ان يبحث الإنسان ويجد الجواب: هو المنشآت الرياضية شبه المنعدمة في المدينة والتشجيع بالنسبة للفرق الرياضية لم يعد مستمرا. الرياضة جزء مهم من حضارة الشعب وجزء مهم من حياة المدينة، أصبحت اليوم ميدانا اقتصاديا متميزا ولها مكانة خاصة في التواصل والدعاية بحيث يمكن لفريق متميز أن يعرف بالمدينة أحسن من أي سفير أو خطاب أو جريدة، والنموذج نستقيه من أبطالنا المغاربة ودورهم في التعريف ببلادنا ورفع الراية الوطنية عاليا. وبذلك لم نخرج عن النسق المنطقي في إعطاء الأهمية الرياضية في مشروع التأهيل الحضري.
*مشروع اجتماعي: لايمكن أن يفكر الانسان في تدبير مدينة والسير بها إلى الحداثة دون تصحيح الاختلالات والفوارق الاجتماعية العميقة التي تعرفها هذه المدينة مع الأسف، والتي يمكن قراءتها في النسيج الحضري بقوة كما في مدن أخرى بالمغرب، لكن قراءتها في وجدة مختلفة لأنها تظهر بالعين المجردة. هوامش مدينة وجدة هوامش الفقر والإقصاء، والمشروع الحضري ارتكز أساسا على هذا الأمر. من الناحية الإدارية، جميع الدواوير المحيطة لمدينة وجدة غير تابعة للمدار الحضري لوجدة بمعنى أن القانون لايساير الواقع. المواطنون القاطنون بهذه الدواوير هم في الواقع سكان مدينة وجدة ولكن من الناحية القانونية ليسوا بسكانها، وهذا ربما كان أكبر خطإ جعل هذه الهوامش للمدينة تعاني من نقص في العديد من المرافق: الطرق، والكهرباء والماء الشروب والتطهير الخ.. فكان لابد أن نضع حدا لهذا الإنفصال والقراءة الضيقة للتقطيع الإداري لنعطي للسكان حظهم لأن القانون في خدمة المواطن وليس ضده. المشروع الحضري أولى عناية كبيرة للتقليص من الفوارق الاجتماعية التي يعرفها النسيج الحضري، فربط كل هذه الأحياء بالمدينة لأنك عندما تربطهم ماديا تجعلهم يدخلون المدينة. وأحمد الله كون تعييني على رأس الجهة الشرقية صادف مشروع العهد، مشروع العرش لجلالة الملك ألا وهو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطتنا إمكانات لنتدخل بقوة في هذه الأحياء العشرة الحضرية لمدينة وجدة والتي جعلتنا نتوفر على مشروع اجتماعي متميز. هذا المشروع هدفه هو محاربة الفقر بكل أشكاله، ونظرا لإيماننا بأن الطريق الوحيد لمحاربة الفقر ببلادنا هو محاربة الأمية، والعمل على التكوين المهني والتربية والتعليم المهني، فقد اعتمدنا على هذه الآليات في المشروع الاجتماعي لمحاربة الفقر والإقصاء والتهميش، وإدماج كل الفئات التي هي بحاجة إلينا. *مشروع إعلامي: كيفما كان حجم وطبيعة أي مشروع لايمكن له أن ينجح إذا لم يكن مبنيا على خطة تواصلية إشهارية، وقد أدركت منذ بداية مشواري في المدينة أن أحسن طريق للإسراع في إنجاز هذا المشروع الملكي الطموح هو أن نتواصل أولا مع أبناء مدينة وجدة كي يِومنوا بالمشروع الملكي وينخرطوا فيه في إطار خطة تواصلية تسويقية كانت الأولى من نوعها على الصعيد الوطني اخترنا لها بالخصوص الشعار: "وجدة أنا أثق بها" بمعنى أن سكان مدينة وجدة يوِمنون أن مدينتهم لها تاريخ ولها مستقبل أحسن وأكبر وينخرطوا في هذا المشروع الملكي.
والحمد لله لاحظنا أن سكان وجدة ونخبتها وأبناءها ومستثمريها قاموا كرجل واحد وتخلوا عن التركيز فقط على فتح الحدود واندمجوا في هذه الخطة لإيمانهم القوي أن الزيارات المتتالية لصاحب الجلالة هي أقوى سلاح لتخرج هذه المدينة من وضعها وتعزز مكانتها على الصعيد الوطني. إذا، كان لابد من خطة للتواصل بأشكالها وآلياتها عبر الجرائد، والتلفزة، ووكالات التواصل، وكذلك الكتاب الذي صدر عن وجدة، وعبر التواصل المباشر وعبر بعض المحطات السنوية مثل المهرجان الدولي لفن الراي الذي كان له دور كبير في تسويق صورة المدينة، ستكون الدورة الثانية، إن شاء الله، أحسن وأنفع بالنسبة لهذه المدينة التي يلاحظ الجميع أن المكانة التي تحتلها اليوم في نفوس الناس داخل المدينة أو خارجها وخارج الوطن ليست هي المكانة التي كانت لديها قبل 3 سنوات. وجدة: محمد بنداحة الجزء الثاني
*سير الأشغال: البط ء في بعضها والسرعة في الآخر أريد أن يعلم سكان وجدة جيدا اننا لانملك الاختيار لفتح ورش واحد كل سنة، لأن حجم مشروع التأهيل الحضري لمدينة وجدة كبير وضخم وأردنا أن نتقدم في أشغاله بسرعة، والأشغال تتم في وقت واحد وبعدد كبير من الأماكن. وبالطبع هذا يخلق بعض الازعاج للمواطن، ولذلك فنحن نطلب منه، بالطبع، السماح لأن حجم المشاريع يسبب العياء سواء للسائقين أو الراجلين أو مستعملي المقاهي. للمواطن الحق أن يلومنا إذا لم نعمل، ولكن لايمكنه لومنا كوننا نعمل ونفتح الأوراش التي من الواجب فتحها للنهوض بالمدينة. نريد أن نتقدم في الأوراش وتسير أشغالها بوتيرة سريعة، ونفتح أوراشا عديدة وبحجم كبير كل سنة. وعكس مايراه البعض، فنحن لانسير بالسرعة التي نريدها لأنه ليس من السهل فتح ورش من الأوراش، كما أننا لانقوم بعملية التزيين "الماكياج". لوأردنا ذلك لأنهينا الأوراش كلها في سنة واحدة.
إننا نقوم بعمل مهني في كل مشروع نفتحه سواء تعلق الأمر بالتبليط أو الإنارة أو الساحات العمومية... تتدخل فيه جميع الخبرات والرقابة الفنية المتميزة وبذلك نتقدم فيه بكل مهنية. مايوجد في باطن الأرض 3 مرات ماهو فوق الأرض، ويجب علينا أن ننسق بين عدد من المتدخلين: الماء، التطهير، الكهرباء، الاتصالات، المساحات الخضراء... يجب أن نعرف أن نفس الأشخاص هم الذين يسيرون اليوم أكثر من 250 مشروع بالمدينة: ثلة من المهندسين والإداريين والمسؤولين يسيرون هذه المشاريع ليل نهار، يوميا طيلة الأسبوع بما في ذلك أيام السبت والأحد بالسعيدية. هناك بعض التأخيرات الخارجة عن إرادتنا، مثلا: أعترف أنه فيما يتعلق بمواد شارع محمد الخامس حصل تأخير في تثبيت الرخام على الرصيف لأن المقاولات المكلفة بالأشغال كانت ستجلب نوعا من "الكرانيت" من الصين وحصل لها مشكل مع ممونهم الذي حصل له إفلاس واضطررنا أن نغير الممون بممون آخر فرنسي سيجلب هذا النوع من الكرانيت من الصين. وكما يقوم المثل: "رب نقمة في طيها نعمة" لأن التأخير كان في صالح صلابة وصحة الأشغال. ماعدا ذلك، فكل الأوراش، التي فتحناها بالعشرات، تسير على مايرام ونقوم بمراقبة ميدانية عن قرب حتى تستفيد وجدة إن شاء الله بمشاريع في مستوى رفيع و يتم الإنجاز بكل مهنية حتى لانحتاج إلى الحفر والتغيير كل سنة، وهذا كله يصب في تأهيل وحداثة وجدة، ونابع من غيرة وطنية على هذه المدينة ومن حبنا لها كجزء من أبناء وجدة. نعمل ليل نهار لإعطائها صورة تليق بمقامها وترضي صاحب الجلالة وسكانها إن شاء الله.
*ساحة باب سيدي عبد الوهاب: في رأيي هذا المشروع سيكون من أهم وأكبر وأجمل مشروع في مدينة وجدة لأنها، كما قلت سابقا، لديها حمولة تاريخية ولابد من إبرازها، وقد حاولنا ذلك بتحسين وإعادة بناء أسوار المدينة أو جزء كبير منها وعبر فتح ساحة باب الغربي التي كانت مع الأسف مخنوقة بوجود كشك وبعض الأشياء التي لاتساعدها على إبراز ماتجسده الباب من دلالات تاريخية وتراثية للمدينة.
إلى جانب ذلك، لابد من تهيئة باب سيدي عبد الوهاب، ذلك المكان التاريخي، ليسترجع حمولته التاريخية وإعادة ترميم ذلك الجزء من السور الذي لايظهر يوميا بسبب حجب معالمه بسوق الخضر والفواكه، إضافة إلى تهيئة الساحة التي ستكون فضاء للثقافة والحضارة لمدينة وجدة كما هو معروف بالساحات الشهيرة بمراكش ومكناس.... أما الأسواق المتمركزة اليوم بعين المكان بطريقة عشوائية فهي مدن من القصدير لابد من إزالتها في أقرب وقت ممكن حيث لايمكن أن يخطط الإنسان لمدينة وجدة دون تخفيف العبء عن ذلك المكان التاريخي ودون أن يهيكل تلك الأسواق، ولذلك فمشروع تهيئة ذلك الفضاء هو مشروع قوي تفوق كلفته 130 مليون درهم استطعنا والحمد لله بشراكة مع بعض المتدخلين وبمرافقة السيد وزير الإسكان عبر العمران، ووزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات المحلية ومساهمة المستفيدين من الأسواق أن ننطلق، إن شاء الله، في هذا المشروع الكبير، ونحيي بالمناسبة نخبة من 4 مهندسين (2 من وجدة، و2 من الرباط) الذين سهروا وساهموا مع الفرق التقنية للولاية والبلدية في إبراز معالم المكان عبر هندسة تقليدية جميلة التي أتمنى إن شاء الله أن تروق ساكنة المدينة وزوارها.
سنشرع إن شاء الله في الأسابيع القليلة القادمة في إنجاز هذا المشروع وهو ليس بالسهل لأننا سنتدخل في النسيج التاريخي الذي يتطلب رزانة وحكامة وتبصر، و نتدخل في الهندسة التقليدية باستعمال مواد غير متعود عليها يوميا والتي لاتحتمل الخطأ لكي ننجح في إبراز الحمولة التاريخية الحقيقية بدل التقليد. كما أننا سنتدخل في نسيج له حمولة بشرية قوية يقتضي التعامل معه بحذر. أسواق تنشط بها مئات التجار ووراءها المئات من الأسر. وأريد أن أنتهز هذه الفرصة لأحيي بقوة واعتزاز الشراكة والمرافقة التي لمسناها من جميع جمعيات التجار الذين آمنوا بنا ووضعوا ثقتهم بنا وآمنوا بالمشروع وزكوه وساهموا معنا منذ البداية، وقد حرصنا أن يشاركونا في التهيء والتصاميم واتخاذ القرارات ليكون المشروع مشروع الجميع، وأحيي كذلك المجلس البلدي عبر رئيسه وأطره الذين انسجموا واندمجوا وانخرطوا بقوة وإيمان في هذا المشروع من ضمن المشاريع الأساسية التي ستعطي إشعاعا لمدينة وجدة، ونسأل من الله سبحانه وتعالى أن يسهل علينا قيادة هذه السفينة إلى مكانها الآمن. لدينا اجتماعات مسترسلة مع جميع المتدخلين في هذا المشروع. والأمر الذي يسهل علينا العمل هو أن نخرج هؤلاء التجار إلى مكان آخر، والأمر ليس بالسهل طبعا، لذلك سنتدخل بمراحل: المرحلة الأولى والأسهل هي بناء سوق جديد للخضر والفواكه، كما نتمنى أن نتوفق كذلك في إخراج جزء من سوق طنجة، ونحن نتحاور مع السادة المعنيين في الفيدرالية وجمعيات التجار حتى نتلاءم ونتوافق حول المكان الذي يمكن أن يرحل إليه جزء من سوق طنجة ونقوم بعملية بناء سوق طنجة بمواصفات المشروع الكبير لساحة باب سيدي عبد الوهاب.
*مركز المدينة City Center إضافة إلى الاهتمام بتراث وتاريخ وماضي مدينة وجدة، يجب علينا أن نتوجه إلى المستقبل، والمستقبل هو الحداثة. لذلك ارتأينا في المشروع الملكي الكبير أن نقترح على سيدنا المنصور بالله بناء وجدة جديدة، عصرية، حديثة، عمودية بألوان وأشكال هندسية أخرى إما خارج المدار الحضري لوجدة أو داخله، فوجدنا أنه من الأحسن والأفيد أن نقوم بذلك في قلب مدينة وجدة: نخرج قطبا جديدا بوجدة في شكل أبراج وهندسة عصرية تستجيب للسوق التي بدأت تتطلب وظائف جديدة في شكل مركبات أعمال "مركز الأعمال" التي لاتتوفر عليه المدينة بمستوى رفيع يضم الأبناك وكبريات الشركات، ويتوفر على طاقات لإيواء كبريات الشركات التي تتوافد على مدينة وجدة والتي تتطلب وظائف أخرى غير موجودة الآن وهي كل مايتعلق بطوابق المكاتب، والطلب فيها كبير لابد أن يستجيب مركز المدينة لهذا الطلب.
في نفس السياق، لدينا طلبات تتعلق بالسكن من المستوى الحديث والرفيع وهي وظيفة يمكن أن نبرزها في مركز المدينة، إضافة إلى الأسواق المتوسطة (التجارة من المستوى الرفيع) التي من الممكن توفيرها في مركز المدينة إلى غيرها من الوظائف المتعلقة بالمطاعم والمقاهي والتي وردت علينا بخصوصها طلبات عديدة يمكن أن يستجيب لها مركز المدينة الذي سيتم إنجاز شطره الأول في البقعة الأرضية الشاسعة غير المستغلة التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية (بين محطة القطار وقنطرة وادي الناشف). وبذلك سنساهم في تأهيل المجال ونستجيب للطلبات المطروحة في السوق من خلال هذا المشروع الحداثي الذي سيشكل قطبا حضاريا جديدا عصريا يمتاز بعلو أكثر مما هو موجود الآن بمدينة وجدة والذي سيعطي للمدينة توجها إلى المستقبل، ويشكل تكملة لكل ماينجز الأن بوجدة لتصحيح الاختلالات المجالية وترميم المآثر التاريخية لمدينة وجدة. قد قلت سابقا بأن مشروع التأهيل الحضري مشروع اقتصادي قوي يرمي إلى إعطاء مدينة وجدة مكانة اقتصادية قوية، وإذا مانظرنا إلى المحرك الاقتصادي للمدينة اليوم سنجده التجارة فقط، والمنطق يقتضي الخروج من هذه الأحادية الاقتصادية، ولذلك جاء القرار الملكي السامي لخلق قطب اقتصادي صناعي خدماتي وتجاري متميز في محور المطار الدولي الجديد لمدينة وجدة المتمثل فيما يعرف بـ: Technopole ذي مكونات أساسية: 1. صناعي وخاصة فيما يتعلق بالصناعات الموجهة والصناعات المتجددة. 2. الصناعات التحويلية: قطب متعلق بالخدمات وخاصة بالخدمات عن بعد offshoring 2. وزارة الصناعة والتجارة تفكر اليوم في خلق أقطاب تجارية كبرى على الصعيد الوطني ووجدة من بين المدن التي اختيرت وهي مؤهلة لتكون لها منطقة تجارية متميزة في منطقة المطار. بالنسبة للطاقات المتجددة ستكون مدينة وجدة أول كيوتوبول إن شاء الله في المغرب 3. تكوين الكفاءات: أردنا أن تصبح وجدة قطبا من الأقطاب الكبرى للتكوين الجامعي الموحد على الخصوص لتكوين المهندسين والتكوين في ميدان الخدمات والسياحة. نحاول عبرهذا القطب جلب كبريات المؤسسات الجامعية والمدارس الكبرى الوطنية والدولية للتكوين سواء بالنسبة للجهة أو الوطن، بل حتى لتصدير الكفاءات على الصعيد الدولي.
الأسواق الكبرى: تماشيا مع جعل وجدة قاطرة لقطب اقتصادي جديد، وتوفير بعض الخدمات وإطار العيش في مستوى التنافسية، وبما أن أن المشروع الحضري هو مشروع للقطاع الخاص كذلك، فقد حاولنا جلب الأسواق الكبيرة والفنادق وعدد من الوظائف الخاصة ومدارس في المستوى الرفيع لتعزيز وتحسين ظروف العيش بمدينة وجدة لجلب الأطر والمستثمرين الذين نريدهم أن يجدوا بوجدة الظروف الملائمة والحديثة لعيشهم وكرامتهم وكرامة أسرهم.
لذلك، منذ البداية، ارتأينا أنه من الضروري أن نجلب أسواقا كبيرة في حجم مرجان وأسواق السلام.. وقد تمكنا بفضل الله وحمده إيجاد سوق مرجان بوجدة، والأكثر من ذلك سيكون لـ "مرجان" أكبر سوق جهوي وطني لتوفره على عقار مساحته 30 هكتار، وهو، فقط، النواة الأولى من مكونات مشروعه الضخم بحيث ستنطلق في الأسابيع القليلة القادمة بنايات أخرى مع عملية توسيع سوق مرجان، ترافقها عدة مؤسسات تجارية خاصة ستستقر بسوق وجدة. أما أسواق السلام فالمشروع متقدم كثيرا في الأشغال وسيفتح أبوابه في الشهور القليلة القادمة. في نفس الإطار، استطعنا أن نجلب "ميترو" الذي نحن بصدد التهييء لتوقيع اتفاقية بنائه لسوق الجملة بمحيط الجرف الأخضر الذي سينطلق هو الآخر في الشهور القليلة القادمة إن شاء الله. أما أسواق أسيمة فسيتم إنجاز 4 أسواق لها في وجدة سنتي 2008/2009 عبر أنحاء المدينة: اثنان غرب المدينة، واثنان شرقها، بالإضافة إلى استعداد مرجان لفتح سوق داخل المدينة "سيتي سانتر"، كما أننا بصدد محاورة la Belle Vie "لابيل في" التي عبرت عن رغبتها في فتح أبوابها بمدينة وجدة. هذا كله سيعزز الطاقات التجارية للمدينة إذا أضفنا إليه أننا بصدد الانتهاء من أسواق الجملة للخضر والفواكه الذي طرأت عليه تغييرات مهمة لتحسين وضعه، والمجازر البلدية التي ستتغير رأسا على عقب: بناية ومرافق وقاعات للتبريد... تم سنشرع في الأسابيع القليلة القادمة في بناء أكبر سوق جملة للسمك مع المكتب الوطني للصيد الذي وضع حجره الأساسي سيدنا المنصور بالله السنة الماضية، مما يشكل مشروعا ضخما لإعادة هيكلة السلسلة التجارية لوجدة بما في ذلك أسواق القرب. أما عن التخوف الوارد بسبب الرواج المتعلق بالقرب من الحدود الجزائرية والتهريب، فنحن حاولنا منذ البداية إقناع مسؤولي مرجان وأسواق السلام بأن التخوف المذكور غير ذي موضوع في هذا الصدد. والحمد لله رقم المعاملات المسجل في مرجان يؤكد أن هذا التخوف لاأساس له من الصحة وأن التهريب لم يعد يعرف ذلك الحجم الذي كان يعرفه منذ سنوات، والذي كان منتعشا بسبب افتقاد السوق المحلي لعرض في مستوى الطلب. المواطن ليس غبيا، فهو طبعا يبحث عن أحسن منتوج بأقل ثمن، وأعتبر أن من مميزات هذه الأسواق الكبرى توفرها على طرق العرض التي تنافس أي قناة أخرى سواء من حيث الجودة أو الثمن، والنتائج المسجلة بالنسبة لمرجان تبين أن المواطن الوجدي عالم بخبايا الأمور وبدأ يعرف ماذا يستهلك وظروف الاستهلاك، وبالتالي بدأنا نلمس تقليصا كبيرا لتسربات المنتوجات عن طريق الحدود.
*المصلى شخصيا اعرف قيمة المصلى داخل المدينة وأعتز بالحجم والعدد الهائل للمصلين لما تقام الصلاة بالمصلى الكائن بشارع الحسن الثاني. وأريد أن أطمئن السكان الوجديين على أننا لانتخلى عن المصلى وأريدهم أن يفهموا كما قلت بأن وجدة مشروع سياسي، بمعنى أن نعطيها مقومات تجعلها تحتل مكانتها كعاصمة للمغرب العربي، وعليه لابد أن نهيء لها الشروط لتلعب هذا الدور. ومن بين الشروط يجب أن تكون لديها طاقة فندقية وطاقة إيواء المؤسسات. بناية الولاية تغيرت، الحمد لله، راسا على عقب وأصبحت نقطة من نقط الافتخار والاعتزاز لسكان المدينة لأنها تشرفهم وتشرف المدينة والمغرب وجلالة الملك، وبذلك لم نعد نخجل في استقبال الزائر الأجنبي. وفي إطار المشروع الحضري لوجدة تقرر أن نعطي للمدينة مقرا لمؤسسات الولاية والمجلس الاقليمي في مستوى العظمة التي يريد سيدنا المنصور بالله أن يعطيها للمدينة، ولذلك فكرنا في مشروع مقر ولاية من الطراز الرفيع بمواصفات مؤسسة قوية في مستوى الدولة المغربية التي لها حمولة حضارية منذ 14 قرنا والتي من الممكن أن تأوي مؤسسة من المؤسسات المغاربية. وعليه أخبر ساكنة وجدة أنهم سيفتخرون إن شاء الله بالبناية الجديدة لولاية الجهة الشرقية لتوفرها على مواصفات هندسية جميلة، ومكونات إدارية وقطب خاص بالمؤتمرات: قاعات المؤتمرات، قاعات الجلسات، قاعات الشاي، والأكل إلى غير ذلك بجميع المواصفات. إقامة المشروع تقتضي مكانا مركزيا، ولما رجعنا إلى تصميم التهيئة للمدينة أدركنا أن المصلى لم تكن في مكانها لأنها وضعت في فضاء مخصص أصلا للإدارات، ثم لاحظنا وجود عقار مساحته 4 هكتارات يمكن له أن يعطي قيمة مضافة لهذا المشروع. من جهة أخرى لايمكن أن يقام هذا المشروع (الذي يستغرق بناؤه سنتين) على حساب المصلى، ولذلك أجرينا مشاورات لمدة شهور مع جميع المسؤولين على الحقل الإداري والبلدي والديني واتفقنا على أن نستبدل المصلي بمصليين اثنين. وعقدت على نفسي العزم أن نشرع في بناء المصلى الجديد قبل الشروع في بناء مقر الولاية الجديدة (المصلى الحالية)، ولذلك تتم الآن بحي المحرشي (بجانب قطب من الأقطاب المتميزة لبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الذي سنعتز به كأبناء هذه المدينة) تهيئة وتجهيز المصلى الأول بمواصفات المصلى وليس بمواصفات حديقة كما كانت عليه المصلى القديم . والمصلى الثاني سيتم إحداثه بسيدي يحي الذي أبشر سكان وجدة بأنه سيعرف نقلة نوعية كبيرة ليسترجع فضاء سيدي يحي مجده كواحة لها وقع كبير في نفوس هذه المدينة بتهيئة شاملة لواحة سيدي يحيي الخضراء وإرجاع المياه الجارية فيه إن شاء الله. وبجانب الواحة ستفتح مصلى ثان بعد انتهاء الدراسات المتعلقة به. فبشرى لساكنة مدينة وجدة بهذا الإنجاز الذي سنكون، من خلاله، ربحنا في آن واحد مقرا متميزا لولاية الجهة الشرقية، ومصليين اثنين: واحد بشرق المدينة وآخر بغرب المدينة. فهنيئا لنا على هذا النجاح، ولاأريد أن نعطي للأمر تأويلات أخرى غير هذه لأننا حريصين كل الحرص على كل ماهو حداثي وثراثي وتاريخي، ولنا حرص شديد على ديننا الحنيف. هذا القيل والقال سببه أننا لانتواصل كثيرا، ولكن نحاول إلا أن الوقت لايسمح ليكون المواطن على بينة من المشاريع التي تهم مدينته.
*كلمة ختامية أريد عبر هذا المنبر أن أعبر لكل المساهمين بمدينة وجدة من رؤساء المصالح الخارجية ومجلس بلدي وسلطات عمومية ومهنيين ومهندسين ومستثمرين وجمعيات واعلاميين... عن اعتزازي بالعمل معهم جميعا. منذ مجيئي إلى وجدة لمست في ساكنة وجدة حبهم واهتمامهم بمدينتهم، وهذا حافز قوي قل نظيره في المدن الأخرى لأنه كل ما مس المدينة يمسهم في عمقهم، وهو أمر ايجابي أعتز به كمغربي وأوظفه شخصيا لأنه يسهل المأمورية إلى درجة أنه في بعض الأحيان هذا الحب والاهتمام يجعلهم ينتقدوننا، والانتقاد شيء جميل وظاهرة صحية. لاأخجل من الانتقاد ولو أنه في بعض الأحيان يشعر الانسان بشيء من الظلم ولاأحد يقبل الظلم. ويبقى الانتقاد ظاهرة صحية لولاه لما استطعنا النظر إلى النواقص والأخطاء كما يقال بالفرنسية: "لايمكن النظر إلى أخطائنا إلا بعيون الآخرين".
نحن كسلطات أو كمجلس بلدي لسنا في موقع سهل، ولايمكن أن نرضي الجميع، لسنا بملائكة. نقوم بواجبنا والله سبحانه وتعالى له وحده الكمال. يمكن أن نخطئ وإذا أخطأنا فنحن نطلب السماح من الساكنة. أريد من المواطنين الصبر، فقد فتحنا أوراشا كثيرة وفي وقت واحد. المعانات بدون شك كثيرة سواء بالنسبة للسائقين أو الراجلين أو مستعملي الأماكن العمومية والمقاهي. نعلم جيدا أنه ليس من السهل أن يتقبل الإنسان عدة شهور أوراشا مفتوحة، ولكن مقاولات الجهة الشرقية غير متعودة على هذه السرعة وعلى فتح الأوراش بالتراتبية، وأعد الوجديين أنني أضع يدي في أيدي المجلس البلدي وكل النخب التي تساهم في بناء الورش الملكي الكبير والواعد. أعدهم أن مدينة وجدة ستزداد جمالا وأناقة وتزداد رونقا وتقليصا في الفوارق، وأملنا أن تكسب الأحياء الشعبية المزيد من الخدمات والمرافق والإدماج ومحاربة الإقصاء لأن أكبر هم يجب أن نشتغل عليه هو محاربة الفقر، وبرنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يساهم في هذا المشروع الذي أعتبره مشروع الجميع، وأتمنى من نخب مدينة وجدة أن تندمج فيه بقوة لأن القضاء على الفقر هو أكبر تحدي بالنسبة لنا جميعا ولايمكن أن يطيب لنا بناء مستقبل وجدة مادامت هذه الجيوب تعرف الإقصاء والتهميش.
هذه هي الحرب التي يقودها بعزم وقوة جلالة الملك نصره الله، ولي اليقين أن جلالة الملك سينجح في هذا المسار، وخير دليل على ذلك هو النجاح الباهر الذي يعرفه المغرب في كل المجالات وخاصة في ميدان محاربة التهميش والإقصاء. هذا ما نلمسه كل يوم وكل مساء عبر التلفزة والمشاهد الرائعة لمغرب جديد وقوي ومبدع تتقلص فيه هوامش الفقر ببلادنا، واتمنى أن تكون مدينة وجدة في مقدمة المدن في هذا المجال بالخصوص. | |
|